السيادة المؤجلة: هل نجّى الله العراق من “نعمة” الدفاع الجوي؟ غياب الدفاعات… قرار أم قدر؟

هيئة التحرير18 يونيو 2025آخر تحديث :
السيادة المؤجلة: هل نجّى الله العراق من “نعمة” الدفاع الجوي؟ غياب الدفاعات… قرار أم قدر؟

 

بقلم : ثامر الشمري

 

منذ الغزو الأميركي عام 2003، بقي العراق بلا منظومة دفاع جوي حقيقية تحمي أجواءه. الاتفاقية الاستراتيجية مع الولايات المتحدة عام 2008 لم تضمن للعراق هذا الحق، بل اكتفت بالتعاون الأمني وتدريب القوات، في وقت فرضت فيه واشنطن وإسرائيل ضغوطًا لمنع بغداد من التعاقد مع روسيا أو الصين لتوفير أنظمة مثل S-300 أو S-400.

 

 

طائرات تعبر… ولا من يردع

 

الفراغ الجوي تحوّل إلى واقع استراتيجي. الطائرات الأميركية والإسرائيلية نفّذت عمليات نوعية داخل العراق، أشهرها اغتيال الجنرال قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس قرب مطار بغداد في يناير 2020. لم تكن لدى بغداد منظومة إنذار أو قدرة اعتراض، بل كانت في موقف المتفرج على أرضه.

 

 

نعمة السيادة المؤجلة

 

رغم أن غياب الدفاع الجوي بدا لفترة طويلة وكأنه فشل وطني، إلا أن تصاعد المواجهة الجوية بين إسرائيل وإيران في 2024 و2025 قدّم مشهدًا مغايرًا:

• لو كان العراق يمتلك منظومة دفاع جوي متقدمة، لكان مضطرًا لاعتراض الطائرات الإسرائيلية في حال خرقها الأجواء نحو إيران.

• وإن لم يفعل، لاتُّهِم من قبل إيران بالتنسيق أو السكوت على العدوان.

• وهكذا، كان سيدفع ثمن الحرب رغم أنه ليس طرفًا فيها.

 

 

نقمة مؤجلة… نعمة طارئة

 

في زمن الصواريخ الدقيقة والمسيّرات الشبحية، ربما أنقذ غياب الدفاعات العراق من كارثة استراتيجية.

فما كان يُوصف لعقود بـ”الضعف السيادي”، قد يكون في هذه اللحظة العصيبة رحمة خفية.

لو امتلك العراق تلك المنظومات، لوجد نفسه بين نارين: اعتراض الطائرات الإسرائيلية ومواجهة إسرائيل، أو الصمت ومواجهة إيران.

وهكذا، ما كان يبدو تقصيرًا… تبين أنه حكمة، ولو لم تكن من صنع القرار العراقي

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

عاجل ...

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق