
عدنان أبوزيد
ها هو العراق “العظيـــــــــــــــــــم”، كما يعتقد أبناؤه ، يتحول رسميًا إلى “حفاضة دولة”، بعد أن قرر نائب رئيس البرلمان شاخًا وواقفًا أن يُكرّم من بالَ على ترابه.ها هو المندلاوي، ذاك الذي يفترض أن يمثل هيبة البرلمان، ينحني ليعتذر لرجل لم يعتذر للعراق، بل تباهى بأن مثانته الوطنية سالت على اسمه وحدوده وتاريخه. أي درك هذا؟ أي انحدار؟.
يا لكرامة الشعوب حين تصير تحت حذاء التوافق السياسي.
ويا لماء الوجه حين يُغسل بماء البول، في مشهد يبدو مأخوذًا من مسرحية عبثية كتبها مهرج سكران في آخر الليل.وهكذا يتحول البرلمان من قاعة تشريع إلى حمّام عمومي، يعلو فيه صوت “الشخ” على صوت القانون، ويُكافأ الفاعل بدل أن يُحاسب، ويُصفّق له بدل أن يُساءل.
وما خفي كان أشنع:هل سنشهد في المستقبل جلسة لتمرير قانون “حرية التبول على الدولة”؟ وهل يُمنح المشهداني وسام الشخ الذهبي؟ وهل نُنشئ وزارة اسمها “البلدية السياسية”؟