الاغنية الشعبية بدأت في مدينة الثورة بقلم: قاسم ماجد

هيئة التحرير13 مايو 2025آخر تحديث :
الاغنية الشعبية بدأت في مدينة الثورة بقلم: قاسم ماجد

بقلم: قاسم ماجد

بعد استيطان الجنوبيين في بغداد خلال خمسينيات القرن الماضي، وتحديدًا في مدينة الثورة التي أسسها الزعيم عبد الكريم قاسم، طرأ تغير ديموغرافي وثقافي واضح في المجتمع البغدادي على جميع الأصعدة. فقد جلب السكان الجدد معهم عاداتهم وتقاليدهم وثقافتهم، وكان الغناء الشعبي حاضرًا بقوة من خلال المطربين الذين نزحوا مع أهاليهم، ومن أبرزهم: سلمان المكتوب، عبادي العماري، حسين سعيّدة، سيد محمد جلوب الدراحي وآخرون.

وبما أن أغلب سكان المدينة كانوا من أصول جنوبية، فقد خرجت الأغاني بروح ريفية أصيلة. وكانت انطلاقتها الأولى عبر الحفلات الشعبية وأشرطة الكاسيت، وتُعد نهاية الستينيات وبداية السبعينيات مرحلة النهضة الحقيقية لهذا اللون الغنائي الجديد. قدمت خلال هذه الفترة العديد من المواويل والأغاني، ومن أشهرها: فصيلة لعبادي، آمرن بالمنازل للمنكوب، وتتلاكه الوجودة لسعيّدة. وكان للموال حينها الحصة الأكبر مقارنة بالأغنية التي جائت مكمله للغناء

كما رافقت هذه الفترة ظهور فرق شعبية تُعرف بـ”الشِدّات”، وهي مجاميع مكونة من عدة مطربين وعازفين لهم أسلوبهم الخاص، ومن أبرزهم: بوهان، داود مزيعل وآخرون.

أما الانتقالة الثانية فكانت عام 1978، حيث ظهر جيل جديد من المطربين الشباب، معظمهم عازفو عود، وقدموا لونًا غنائيًا مختلفًا تميز بأغانٍ خفيفة وراقصة تعتمد على إيقاع “الهيوة” بدلاً من الموال، مع تأثيرات خليجية واضحة، لكن بروح ونكهة عراقية. من أبرز هؤلاء: حسين البصري، ناظم البصري، علي سرحان، خليل البصري، حبيب البصري وغيرهم. لاقت أغانيهم شهرة واسعة، ورافقتها آلات موسيقية كالعود والإيقاع، ثم دخل لاحقًا الأكورديون والناي.

وفي عام 1979، برز نجم جديد عبر أشرطة الكاسيت وهو وحيد الأسود، الذي أحدث زلزالاً في الأغنية الشعبية العراقية، وحققت أغانيه مثل: المسجينة، أهوَاك، شلون داده، نجاحًا هائلًا، حتى أن مطربي الإذاعة والتلفزيون أعادوا غناءها بأصواتهم. اعتمد وحيد في أغانيه على الإيقاع فقط باستخدام الطبلة والرق والخشبة، ورافقت مرحلته رقصة عُرفت باسم “البزخ”، وارتبطت بأغانيه.

وفي أوائل الثمانينيات، ظهر جيل جديد أيضًا مثل: صباح الخياط، جمعة العربي، جمعة الخليجي، باسم العلي، ولم تختلف أغانيهم كثيرًا من حيث الشكل والإيقاع عمّن سبقهم. وفي منتصف الثمانينيات برزت أسماء جديدة مثل: علي القصاب، كاظم الشامي، ماجد الحميد حاتم العراقي ، عودة فاضل، وظهرت ظاهرة الغناء المصاحب للعود والرق. وكان قحطان العطار أول من بدأ بهذا اللون، مع إيقاعات ثقيلة أبرزهم حسن بريسم، كريم منصور، و شهدت بروز جيل من مطربين الريف أمثال مدلل عامر سيد جليل فرح وهاب كاظم شنينه كامل كشاش جائوا امتداد وبنس اسلوب جيل السبعينيات أغنيات جديده

وبالانتقال إلى التسعينيات، برز جيل جديد مثل: نجم الصغير، عبد فلك، فيصل حمادي ضياء حسين، ضياء الراشد. ريسان السياب وآخرين. إلا أن الأغنية الشعبية شهدت تراجعا نسبيًا مع ظهور تلفزيون الشباب، الذي غيّر مسار المطربين من الكاسيت إلى التلفزيون، فأصبحت الأغاني تُشاهد وتُسمع، بعدما كانت تُسمع فقط.لذا يصح القول أن
مدينة الثورة اصبحت المصدر الأول للأغنية الشعبية التي انتشرت في باقي مناطق بغداد، وأعاد بعض مطربي المناطق الأخرى غناءها بأسلوب موسيقي جديد، أُضيفت إليه آلات مثل الأورغن وغيرها، ما جعل الأغاني الشعبية تستهوي مطربي الإذاعة والتلفزيون، وأصبحوا يتسابقون على أدائها.

ومن أبرز من قدم هذه الأغاني: الثنائي مي وحيد بأغنية استعجل يميل الساعة، وسهام محمد التي أعادت أغنية سنتين أنا صابر للفنان حسين البصري، ومراسيل داينا حداد و سعاد عبد الله التي أعادت تسجيل معظم أغاني وحيد الأسود، محققةً شهرة واسعة في العراق والخليج العربي، مما دفع العديد من المطربين العرب التوجه إلى الأغاني الشعبية العراقية، مثل: أنغام (مصر) العيون السود و موضي الشمراني (السعودية) حايره للفنان صباح الخياط كذلك حسين الجسمي أعاد اغنيه انا صابر وماجد المهندس الذي أعاد الكثير من الأغنيات الشعبيه مثل كوه كوة وهو بالاصل ابن هذه المدينه، وبعد هذه الفترات التي مرت على الغناء الشعبي اخذت الاغنيه بالتراجع لكنها عادت في الالفينيات عبر شباب جدد امثال يوسف سماره وسعدون الساعدي وآخرين واخيرا اقول ان ولادة الغناء الشعبي في العراق كان في مدينه الثورة وخرج من معطفها عشرات المطربين و مئات الاغاني أصبحت جزء من تاريخ الغناء العراقي .

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

عاجل ...

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق