الاستاذ الاديب حنون مجيد الساعدي.. قبطان السرد العراقي الهادئ وسط عواصف الوطن

هيئة التحرير5 أغسطس 2025آخر تحديث :
الاستاذ الاديب حنون مجيد الساعدي.. قبطان السرد العراقي الهادئ وسط عواصف الوطن

بقلم: عزيز جبر الساعدي

في زمن تموج فيه الكلمات وتضيع فيه البوصلة بين القلق واللايقين، يظهر القاص( حنون مجيد الساعدي)كصوتٍ ثابتٍ في بحرٍ متلاطم. رجلُ الحكاية الذي يشبه في سرده القبطان الذي وصفه في قصته القصيرة جدًا (ق.ق.ج) بـ”الثبات الرصين”، يكتب كما يعيش: متزنًا، محبًا لوطنه، لا تُغرّبه الأزمات عن إنسانيته، ولا تُرعبه العواصف عن التشبث بحلمه.

حنون مجيد لا يكتب عن الحياة فقط، بل يكتب بالحياة. في قصته “القبطان”، نلمس عمق فلسفته: التروي، التماسك، والانتصار بالصبر. فالعاصفة التي تهدد وجود البطل تتحول إلى لحظة كشفٍ داخلي، لحظة هدوء بعد التأمل، حيث تنجلي الأفق بلوريًا لا بالقوة، بل بالحكمة.

ينتمي حنون إلى جيلٍ من الأدباء الذين يعيشون داخل الناس لا فوقهم. قصصه القصيرة جدًا، المكثفة والإنسانية، تلامس تفاصيل الحياة اليومية بجمالٍ غير مفتعل، ودهشة غير صاخبة. لغته ناصعة، مشبعة بالشجن والحنين، وفيها انتماء واضح لكل ما هو عراقي، شعبيّ ونبيل.

حنون الساعدي، الأديب الذي أحبَّ وطنه وكتب له، يذكّرنا بأن الكاتب الحقيقي هو من يبقى خلف مقود الإبداع، لا ينحني للظروف، بل يحاورها، ويصوغ منها طريقًا جديدًا نحو الأمل، نحو الأفق.

في زمن الارتباك، نحتاج إلى “قبطان” مثله كثيرًا.
حنون مجيد الساعدي.. السند النبيل لشباب الكلمة وأخوّة الإبداع*

في مشهد ثقافي كثيراً ما تنحسر فيه المساحات أمام الطاقات الشابة، كان *حنون مجيد الساعدي* مختلفاً.. رجلًا يمشي بثقة من يحمل إيماناً حقيقياً بالكلمة وبمن يحملها.

داخل *الاتحاد العام للكتّاب والأدباء العراقيين*، لم يكن مجرد عضو إداري او امينا عاما للاتحاد يؤدي واجبه، بل كان أخًا أكبر، وسندًا حقيقيًا لكل شاب يدخل باب الأدب وفي عينيه شغف التجربة الأولى. عرفه الجميع بابتسامته الهادئة، ونبله في التعامل، واستعداده الدائم للدعم والنصيحة دون منّة.

لم يبحث عن وهجٍ إعلامي، بل ترك أثره في القلوب، وفي القصص التي بدأت بفضل تشجيعه، والنصوص التي نضجت في ظل نصائحه، والأسماء التي شقّت طريقها بدفعة من إيمانه بهم.

حنون مجيد لا يكتب فقط قصصًا جميلة، بل يعيشها.
رجلٌ ظلّ، ولا يزال، وفيًا لمكانته ككاتب، ولموقعه كداعم صادق لكل مبدع حقيقي. تحية له، لأنه ظلّ يمسك بمقود المسؤولية مثلما أمسك بطله “القبطان” بمقود السفينة وسط العاصفة… بثبات وأمل.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

عاجل ...

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق