الإنفلات الإعلامي والأمني أشقاء

هيئة التحرير20 يوليو 2025آخر تحديث :
الإنفلات الإعلامي والأمني أشقاء

بقلم الإعلامي ثائر الموسوي

الإعلام له حدود يجب عدم تجاوز هذه الحدود التي تتعلق بالمسؤولية الإجتماعية والأخلاقية ويجب أن يتحلى بها الإعلاميون وتتضمن إحترام حقوق الإنسان وعدم التحريض على العنف والحفاظ على السلم المجتمعي وتجنب نشر المعلومات المضللة أو الكاذبة.

تحقيق التوازن بين حرية التعبير ومسؤولية الإعلام هو أحد أكبر التحديات التي تواجه المجتمعات الحديثة على الديمقراطية ومنها العراق قطعاً الذي يعاني من هذا المكس الرهيب ! الإعلام في العراق يُطالب بالحرية المطلقة في التعبير عن الآراء ونقل المعلومات لكنه في المقابل لا يدرك حجم المسؤولية التي تقع على عاتقه في تقديم الحقائق بدقة وموضوعية.

الإعلام ليس عامل وسيط فقط لنقل المعلومات بل هو أداة خطرة جداً يمكن أن تستخدم للتلاعب والتضليل إذا لم تكن هناك ضوابط أخلاقية وقانونية وهذا مع الأسف الشديد مايحدث في البلد الآن في ظل عدم وجود ضوابط ومواثيق شرف تحد من خطورة الانفلات الحاصل في هذا المفصل المهم الذي يؤثر سلباً على الرأي العام الداخلي والذي أصبح مسلوب الإرادة بتواجد منابر أو كما يحلو للبعض تسميتها (جنابر) تجر وتعر حسب الطلب والسعر المحدد الذي يفضل غالبية معتلي هذه المنابر الدفع بالدولار لا الدينار ، مع إني ضد تسمية الجنابر لأنها مهنة الشرفاء من الفقراء والميسورين .

الحرية الممنوحة للإعلام في العراق استغلها الكثير أبشع استغلال كغطاء لنشر معلومات كاذبة أو إشاعات مغرضة تهدف إلى تحريف الحقيقة مستغلين ضعف الأنظمة المؤسساتية والنقابية التي لاتحل ولاتربط والحرية هنا دون مسؤولية تؤدي إلى نتائج عكسية تضر بالجميع وهذا مايحدث في مشهدنا اليومي !نعم نعرف جيدا بأن حرية التعبير هي حق أساسي منصوص عليه في العديد من المواثيق الدولية بما في ذلك الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية مع ذلك يثير هذا الحق تحديات معقدة عندما يتجاوز الإعلام حدود الموضوعية ويتحول إلى أداة للتأثير السلبي على الرأي العام سواء من خلال نشر الأخبار الكاذبة أو الترويج للكراهية .

في العديد من الدول حول العالم هناك قوانين وتشريعات تنظم عمل الإعلام وتضع ضوابط لحرية التعبير خصوصاً في الحالات التي يتم فيها تجاوز هذه الحرية إلى حد التعدي على حقوق الآخرين أو تهديد الأمن القومي على سبيل المثال في بريطانيا العظمى مهد تطوير الإعلام الحديث في العالم يتمتع الإعلام فيها بحرية واسعة إلا أن هناك قوانين تنظم عمله في حال الإساءة أو التشهير أو التحريض على العنف ونشر اخبار كاذبة .

في النهاية يبقى الإعلام سلاح ذو حدين يمكن أن يكون وسيلة لتحقيق التنوير والحرية ويمكن أن يتحول إلى وسيلة للكذب والتحريض وتمرير مايريد من خلال الدفع أكثر في مزادات الغرف المظلمة وتحت طاولة الأخضر المعبود من قبل ضعاف النفوس.

الإنفلات الإعلامي والأمني أشقاء
اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

عاجل ...

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق