اكتيفيا الحب

حسين صادق27 أغسطس 2025آخر تحديث :
اكتيفيا الحب

اكتيفيا الحب

رقية أبو الكرم

أحلام مؤجلة بصورها الزاهية، محملة على سفن شراعية، تمخر عباب نهر الحب الجارف في سواقي القلوب، أدخلتني في متاهات الحب الضائع. كل يوم أنا في وادٍ، كل لحظة أكون في ذهول. ريثما أنتهي من قلب صفحة؛ أبدأ بثانية، كل صفحة تسوقني بشوقِ وأمنياتِ الحب المرتعش.
لحظات تجمعني بكتاب عن المرأة وعلاقتها بالرجل، أكون في حيرة من أمري. من منهما المحتاج؟ من منهم الراضي عن الآخر؟ كلٌ يبحث عن ضالته في الثاني، كلٌ يبحث عن شيء يسد به جوعه للآخر، سد رمق الرغبات والحب والحاجة لم يكن يومًا ليُسمن ولا يغني عن جوع.
ليست سوى حالات تناقض بين اثنين، هي تبحث عن إحساس تبادله، وتتشبث بالهوى وأحلام يقظة لا تصحو منها. كما قال الكاتب الامريكي (مارك توين): “لا توقظوا المرأة التي تحب… دعوها في أحلامها حتى لا تبكي عندما تعود إلى الواقع المر”.
بين خلجات الرغبة والحياء الموروث تقضي نحبَ أحلامها وتنحر كل رغباتها، تتطلع إليه وهو لا يعرف ما يريد وكيف يبدأ وكيف ينفـّس عن حاجته، أو يشبع جوعه الأزلي. هو في منحنٍ من الرغبات أعلى منه وغلب عليه، في ظنه أن حقيقة رجولته وتفاخره بها أن يجمع أكبر قدر من النساء ليجد ضالته بهن، ويعوض ما فاته من نقص مع واحدة بأخريات، حينها يعيش أبهى صور الرجولة.
يذكرني هذا بأجمل ما مر علي في مطالعاتي، قرأت مقولة لكاتب فرنسي في تعريفه للرجولة بشكل أجمل، اختصرها بجملة واحدة ليستوفي حقيقة أن تكون رجلًا حين قال: “الرجل الحقيقي ليس من يغري أكثر من امرأة، بل الذي يغري المرأة نفسها أكثر من مرة”.
كلٌ منهما يمر بمراحل، إن كانت متشابهة أو متشابكة، تبدأ بحوار وحماس حتى تصل الإثارة. وهي ذروة الحب. يتسللان منها إلى قمم العشق والاندماج ثم ينحدران من أعلى؛ ليعيدهما أطفالٌ يَحْبون، فيحاولان الوقوف من جديد.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

عاجل ...

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق