إيران تعيد تموضعها الإقليمي بين خطاب التحدي والحساب السياسي
تشهد العاصمة الإيرانية طهران حراكاً سياسياً مكثفاً بعد شهور من الصمت الذي أعقب الحرب القصيرة مع الكيان الصهيوني، حيث عاد المرشد الأعلى علي خامنئي بخطاب حاد وصف فيه تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب حول “تدمير البرنامج النووي الإيراني” بأنها “أحلام يقظة”، مؤكداً أن طهران لم تتراجع عن قدراتها.
وفي المقابل، برز الرئيس الأسبق حسن روحاني بخطاب أكثر براغماتية تحدث فيه عن “الردع كفكر استراتيجي يمنع الحرب قبل أن تقع”، في إشارة إلى توازن جديد بين التصعيد والتهدئة في الداخل الإيراني.
وشهدت طهران خلال الأيام الماضية زيارات متتالية، أبرزها زيارة مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي، الذي التقى الرئيس مسعود بزشكيان وقادة الحرس الثوري، في خطوة وصفها مراقبون بأنها “ترسيخ لمعادلة الردع المشتركة بين بغداد وطهران”.
بالتوازي، وصل المبعوث الروسي ألكسندر لافرنتييف إلى طهران، مؤكداً دعم موسكو لاستقرار المنطقة وتطوير التعاون الدفاعي.
ويرى محللون أن المشهد الجديد في طهران يعكس استراتيجية مزدوجة: خطاب متشدد من خامنئي يوازيه حوار عقلاني من روحاني، في وقت تسعى فيه إيران لإعادة تموضعها كقوة إقليمية متوازنة بين الردع والدبلوماسية.